شاهد 136، الذي يُعرف في بعض التقارير أيضًا باسم "مهاجر 10"، هو طائرة مسيرة إيرانية الصنع (يُشار إليها عادةً بـ "الدرون كاميكازي"). هذه الطائرة جزء من الجيل الجديد للطائرات المسيرة الإيرانية التي صُممت لتنفيذ الهجمات الدقيقة وقادرة على العمل في ظروف الحروب العسكرية وغير المتناظرة. وتعد هذه الطائرات جزءًا من الاستراتيجية الأوسع لإيران لتعزيز قدراتها في الحرب الهجينة، التي تشمل دمج التكتيكات العسكرية التقليدية مع العمليات غير النظامية للتغلب على الأعداء المتفوقين تكنولوجيًا.

الخلفية والتطوير

تم تصنيع شاهد 136 أو مهاجر 10 من قبل وزارة الدفاع الإيرانية وهو جزء من العائلة الأوسع للطائرات المسيرة من طراز شاهد. خلال العقدين الماضيين، حققت إيران تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وكان ذلك بشكل رئيسي بسبب الحاجة لتجاوز العقوبات الدولية وتعزيز قدرات قواتها العسكرية، بما في ذلك الجماعات الوكيلة في الشرق الأوسط.

تتعلق تطويرات هذه الطائرة بتركيز إيران المتزايد على الحرب غير المتناظرة، حيث يتم استخدام الأسلحة منخفضة التكلفة وعالية التأثير لتقويض الأعداء الأكثر تقدمًا. تم تصميم طائرة مثل شاهد 136 بحيث تطوف فوق منطقة الهدف أو تدور حولها قبل أن يتم اكتشافها وتوجيه ضربتها. وهذا يجعلها فعّالة في مهاجمة أهداف عالية القيمة مثل المنشآت العسكرية، وأنظمة الرادار، والبنى التحتية.

التصميم والمواصفات

شارك العديد من المنظمات، بما في ذلك جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية وصناعة الطيران قدس ومنظمة صناعة الطيران الإيرانية (IAIO) في بناء الطائرة المسيرة مهاجر 10.

ووفقًا لمسؤولين في وزارة الدفاع والإمداد للقوات المسلحة، تم تصميم هذه الطائرة بناءً على احتياجات القوات المسلحة، لا سيما من قبل القوات البرية والبحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني وجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في النظرة الأولى، يشبه هيكل هذه الطائرة هيكل طائرة MQ-9 Reaper الأمريكية. هناك أيضًا أوجه شبه بين هيكل مهاجر 10 وطائرة كمان 22 (طائرة مسيرة) التابعة للجيش الإيراني. الجزء الأمامي وأنف الطائرة مهاجر 10 يشبه طائرة كمان 22 التي تحتوي على هوائي الاتصال عبر الأقمار الصناعية.

كما أن الطائرة المسيرة مهاجر 10 تحتوي على ذيل مشابه لذلك الخاص بكمان 22 وتستخدم تكوينًا من ثلاثة أجنحة. جناحان على شكل حرف V في الجزء العلوي بالقرب من المحرك وجناح صغير تحت الجسم. الفرق الرئيسي بين مهاجر 10 وكمان 22 هو شكل الأجنحة؛ ففي كمان 22 الأجنحة تحتوي على انحناءات وتواءات خاصة، بينما في مهاجر 10 الأجنحة لها شكل أبسط وتتمتع بمزيد من الاستقامة.

النقطة الأساسية فيما يتعلق بمهاجر 10 تتعلق بهبوطها.

عجلة الهبوط الخلفية للطائرة المسيرة مهاجر 10 في النسخة المعلنة هي طيًّا مثل عجلة هبوط طائرة شاهد 129. تتراجع العجلات الأمامية والخلفية للطائرة مهاجر 10 إلى الداخل أثناء الرحلة، مما يساعد في تقليل السحب أثناء الطيران وتقليل استهلاك الوقود وزيادة مدى الطيران.

الهيكل والأبعاد

الطائرة المسيرة مهاجر 10 صغيرة نسبيًا حيث يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، وطول جناحيها حوالي 2.5 متر. هذا يجعل من السهل نشرها في بيئات العمليات المختلفة، بما في ذلك إطلاقها من منصات أرضية أو مركبات معدلة.

المحرك

تستمد شاهد 136 قوتها من محرك نفاث صغير، مما يمكنها من الوصول إلى سرعات عالية وتحقيق مدى طويل. سرعتها الجوية حوالي 180 إلى 220 كيلومترًا في الساعة، وهي سرعة سريعة نسبيًا للطائرات المسيرة.

المدى والقدرة على التحمل

واحدة من الخصائص البارزة لهذه الطائرة هي مدى عملياتها الطويل. يمكن لشاهد 136 أن تطير لمسافة تصل إلى 2000 كيلومتر، مما يمنحها مرونة كبيرة في مهاجمة أهداف في عمق أراضي العدو. قدرتها على التحمل تقدر بحوالي 6 إلى 7 ساعات، مما يسمح لها بالتجوال في مناطق الأهداف المحتملة لفترة طويلة قبل تنفيذ الهجوم.

الحمولة والرأس الحربي

تتمتع الطائرة المسيرة مهاجر 10 برأس حربي قادر على التفجير العنيف، صُمم للقيام بهجمات دقيقة ضد الأهداف الثابتة والمتحركة. الحمولة صغيرة نسبيًا مقارنة بالصواريخ الكروز الأكبر، لكنها كافية لإلحاق الضرر الكبير بالهدف.

التوجيه والهدف

مجهزة بنظام توجيه متقدم يسمح لها بالوصول إلى أهدافها بدقة عالية. قد يشمل ذلك التوجيه باستخدام GPS أو نظام تحديد أهداف مستقل، مع الاعتماد على قدرة الطائرة المسيرة على اكتشاف الأهداف باستخدام أجهزة الاستشعار المدمجة فيها.

الاستخدام العملياتي والدور التكتيكي

تم تصميم شاهد 136 بشكل أساسي ليكون ذخيرة طائرة مسيرة أو "كاميكازي"، مما يعني أنها مصممة للاصطدام بالهدف والانفجار. دورها في العقيدة العسكرية الإيرانية هو أن تكون أداة فعّالة للغاية في الحروب غير المتناظرة، خصوصًا ضد الأعداء المتفوقين الذين يمتلكون أنظمة دفاع جوي متطورة.

من أبرز الميزات لشاهد 136 هي قدرتها على الإطلاق الجماعي. هذه التكتيك يسمح لإيران بتجاوز الدفاعات الجوية للعدو باستخدام العديد من الطائرات المسيرة، مما يزيد من احتمالية أن تصيب بعض الطائرات أهدافها بنجاح. عمليًا، يمكن أن يكون لهذا تأثير استراتيجي، حيث يُجبر الأعداء على تخصيص موارد كبيرة للدفاع ضد الطائرات المسيرة، وبالتالي قد تشتت انتباههم عن العمليات الرئيسية الأخرى.

لقد تم استخدام شاهد 136 بشكل واسع في العديد من الصراعات في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب الجارية في اليمن، حيث تدعم إيران الحوثيين بالطائرات المسيرة والتكنولوجيا الصاروخية. بالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن استخدام هذه الطائرة في النزاع في أوكرانيا، حيث تم تزويد القوات الروسية بالطائرات المسيرة الإيرانية. تم استخدام هذه الطائرات لمهاجمة البنى التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء، القواعد العسكرية، ومراكز النقل.