يستغل بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، الأوضاع السائدة في سوريا لمواصلة اعتداءاته من خلال توسيع المستوطنات الصهيونية في الجولان المحتل.
ووفقًا للتقارير الأخيرة والخرائط الفضائية، فإن إسرائيل تقوم ببناء قاعدة عسكرية جديدة في المناطق الخاضعة للسيطرة السورية بالقرب من مرتفعات الجولان. وتُظهر الصور التي حللتها واشنطن بوست أن إسرائيل أنشأت عدة مبانٍ وعربات عسكرية داخل قاعدة محصنة بالقرب من قرية جباتا الخشب في محافظة القنيطرة، كما تم إنشاء منشأة مماثلة على بُعد حوالي خمسة أميال جنوب هذه المنطقة. وترتبط هاتان القاعدتان بطرق ترابية جديدة تؤدي إلى مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
تشير هذه التحركات إلى نية إسرائيلية للاستمرار طويل الأمد في هذه المناطق، وذلك على عكس الادعاءات الصادرة عن تل أبيب بأن هذه المنشآت مؤقتة. ويبدو أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري وتوسيع نطاق الاستيطان في الجولان المحتل. وقد أثارت هذه الإجراءات ردود فعل دولية، حيث أدانت المملكة العربية السعودية قرار إسرائيل بتوسيع المستوطنات في الجولان المحتل، معتبرة ذلك عقبة أمام استعادة الأمن والاستقرار في سوريا.
إدانة دولية
الجولان خاضع للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، ولا تعترف المجتمع الدولي بهذا الاحتلال. ومع ذلك، استمرت إسرائيل في توسيع المستوطنات وتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
وفي بيان لها، وصفت وزارة الخارجية القطرية موافقة إسرائيل على توسيع المستوطنات في الجولان المحتل بأنها "حلقة جديدة من سلسلة الاعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية وانتهاك صارخ للقوانين الدولية". ودعت قطر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف اعتداءاته على سوريا والالتزام بالقانون الدولي.
كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الجولان. وأكد سفيان القضاه، المتحدث باسم الخارجية الأردنية، على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية.
وخلال العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، زعم الاحتلال أن وجوده هناك مؤقت، إلا أن نشر المعدات العسكرية والبيانات الفضائية يدحض هذه الادعاءات. كما أدانت تركيا بشدة هذه الإجراءات الصهيونية.
الجدير بالذكر أن عمليات الاستيطان هذه ليست مخصصة فقط للمستوطنين الإسرائيليين المدنيين، بل إن القواعد الجديدة المقامة هي قواعد عسكرية بحتة. تمتلك إسرائيل بالفعل قاعدتين عسكريتين في الجولان المحتل، هما هار أفيتال وفارا، وتقوم الآن بتحركات عسكرية جديدة في المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية.
