غزة: رمز المقاومة، والهدنة: تجسيد للنصر ضد الظالمين
أصدرت منظمة الثقافة والاتصال الإسلامي اليوم بيانًا أكدت فيه أن وقف إطلاق النار في غزة يمثل انتصارًا لهذه الجبهة على المستكبرين في هذا العصر.
وفيما يلي النص الكامل للبيان:
"إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطًا مستقيمًا وينصرك الله نصرًا عزيزًا."
بعد مرور 16 شهرًا على عملية "طوفان الأقصى" المجيدة واستمرار الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني القاتل للأطفال، اضطر هذا الكيان الغاصب أخيرًا إلى قبول اتفاقية وقف إطلاق النار، متراجعًا أمام مطالب المقاومة بعد أن انتهك خطوطه الحمراء.
جاء توقيع هذه الاتفاقية على الرغم من مزاعم الكيان الصهيوني بأنه لن ينهي الحرب حتى القضاء الكامل على حماس، واحتلال كامل قطاع غزة، وتحرير الأسرى الصهاينة دون عقد أي هدنة. إلا أن نتنياهو ورفاقه، الذين تلطخت أيديهم بدماء آلاف الأطفال الفلسطينيين الأبرياء، وجدوا أنفسهم مضطرين إلى توقيع اتفاقية رسمية مع حماس.
لا شك أن هذا النصر العظيم للمقاومة في حرب غزة لا يقتصر على الجوانب الميدانية والإقليمية فقط، بل يُعد نموذجًا واضحًا لنجاحهم في التصدي للحرب المركبة التي شنها العدو.
...
...
استمرت الإمبراطوريات الإعلامية والسياسية التابعة للاستكبار والاحتلال في محاولة تبرير الجرائم الصهيونية أو تحويل انتباه الرأي العام الإقليمي والدولي عن هذا الحجم غير المسبوق من الوحشية على مدى 463 يومًا من الحرب على غزة. ورغم ذلك، استطاعت جبهة المقاومة في فلسطين والمنطقة أن تصمد بقوة أمام هذا الصراع المركب، لتحصد في النهاية مكافأة الصبر العظيم بانتصار في حرب غير متكافئة وتاريخية، بفضل الله تعالى.
إن الدماء الطاهرة التي أُريقت في سبيل تحقيق هذا النصر على الأرض المقدسة في فلسطين ولبنان تمثل ضمانًا ودعمًا قويًا لاستمرار هذا المسار الإلهي المقدس. كما أن الشهداء العظماء مثل السيد حسن نصر الله، السيد هاشم صفي الدين، إسماعيل هنية، يحيى السنوار، عباس نیلفروشان، وآلاف الشهداء الآخرين من جبهة المقاومة يذكرون العالم بأهمية هذه المعركة بين الحق والباطل، وسيبقون منارة في هذا النضال المستمر.
يجب ألا نغفل عن الجرائم العديدة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة ولبنان وأماكن أخرى من المنطقة. فختام الحرب على غزة هو بداية لمرحلة جديدة من التركيز الكامل والمنهجي على الجرائم المتعددة التي ارتكبها هذا الاحتلال في المنطقة، من قبل الحكومات، المنظمات غير الحكومية، الهيئات الدولية، وشعوب العالم.
اليوم، بعد مرور 463 يومًا من الإبادة الجماعية، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 50,000 شخص مظلوم وأصيب مئات الآلاف من سكان غزة، إلى جانب تدمير أكثر من 80% من البنية التحتية الحيوية والمساكن، حان الوقت لنتنياهو وشركائه في الأراضي المحتلة للاستعداد للعدالة والمساءلة. وفي هذا السياق، لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان أبدًا السعي لمقاضاة ومعاقبة الجلادين وقتلة الأطفال في غزة.
تُبارك منظمة الثقافة والاتصال الإسلامي هذا النصر العظيم لجبهة المقاومة على الاحتلال الصهيوني في حرب غزة إلى إمام العصر والزمان (عج)، قائد الثورة الإسلامية، قادة المقاومة في المنطقة، وجميع عشاق الحق في أنحاء العالم.
نؤكد أن نقل وتوضيح عمق وأهمية هذا النصر الكبير هو مسؤولية ملقاة على عاتق كل محبي خطاب المقاومة. هذه المسؤولية، التي تبدأ اليوم (بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة)، تمثل امتدادًا لمسار الجهاد الميداني ضد الأعداء الصهاينة وداعميهم، وعلينا أن نتحملها بمسؤولية وإخلاص. إن شاء الله.
